• شراء «أرامكو» حصة في «سابك» استراتيجية اقتصادية ناجحة

    25/07/2018

     أسامة سليمان من فيينا

    أكد تقرير "أويل برايس" الدولي، أن عزم عملاق النفط "أرامكو" السعودية شراء حصة في شركة "سابك" وهي إحدى أكبر الشركات العملاقة في صناعة البتروكيماويات في العالم يمثل استراتيجية ناجحة من أجل إعادة هيكلة القاعدة الاقتصادية السعودية، إضافة إلى تنويع أنشطة الشركة بمعزل عن قطاع مشروعات المصب، لتحقيق "رؤية المملكة 2030".
    وقال التقرير الدولي "إن هذه الخطوة من شأنها أن توجد شركة نفطية لم يشهد لها مثيل من قبل"، مبينا أن تأثير ذلك في شكل أسواق النفط العالمية سيكون مهما.
    وذكر التقرير أن شركة سابك تتصدر منذ فترة طويلة قطاع مشروعات المصب في السعودية، لافتا إلى أن النمو العالمي المستمر في قطاع التكرير والتسويق في السعودية والاستحواذ الناجح على الكيانات في أوروبا أدى إلى زيادة قوة عمل شركة سابك.
    وفي سياق متصل، سجلت أسعار النفط الخام حالة من التفاوت حيث ارتفع خام برنت وتراجع الخام الأمريكي إثر تباين تقديرات المحللين لوضع السوق، حيث راهن كثيرون على تفاقم الصراع الأمريكي الإيراني بعد التلاسن بين الرئيسين واعتزام الولايات المتحدة فرض عقوبات صارمة على إيران وعلى أي دول أخرى تقوم بشراء النفط الإيراني بحلول نوفمبر المقبل.
    وانخفض الخام الأمريكي تحت تأثير حالة وفرة المعروض التي شهدتها السوق خاصة بعد قرار "أوبك" وحلفائها من المنتجين المستقلين ضخ مليون برميل إضافية في السوق لتعويض النقص الحاد في إنتاج فنزويلا والانقطاعات المتكررة في ليبيا وكندا وبحر الشمال.
    وفي هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية"، جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه أف" في كرواتيا، "إن العلاقات الأمريكية - الإيرانية تتجه إلى الصدام المتصاعد وهو ما يؤثر سلبا في استقرار السوق خاصة في ضوء إصرار أمريكي على إنزال أقصى مستوى من العقوبات على طهران، وعلى كل المشترين للنفط الإيراني وهو ما يهدد استقرار المعروض ما لم تقدم الدول الكبرى في "أوبك" وخارجها على زيادات إنتاجية واسعة ومتلاحقة".
    وذكر أن الأسعار مرشحة للتصاعد بنهاية العام الجاري وهو ما أعلنته أخيرا، شركة "روسنفت" الروسية العملاقة، وأيضا بنك جولدمان ساكس عن توقعاتهم بلوغ سعر البرميل مستوى 80 دولارا قبل عطلة نهاية العام الجاري، لافتا إلى أن المهمة ستكون ثقيلة على اجتماع "أوبك" المقبل لاتخاذ قرارات تعزز تهدئة الأسعار.
    من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية"، فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة، أن العوامل الجيوسياسية لها تأثير واسع في أسعار النفط الخام خاصة في المرحلة الراهنة، مشيرا إلى أن انقطاعات الإنتاج من فنزويلا وليبيا وكندا وبحر الشمال تهدد المعروض النفطي وتفرض مسؤوليات أكبر على السعودية وروسيا وبعض دول الخليج لضخ أكثر من مليوني برميل إضافية.
    ولفت إلى أن عودة الأسعار المرتفعة ستعطل كثيرا من برامج التنمية الاقتصادية خاصة في دول الطلب من الاقتصاديات الناشئة وعلى رأسها الهند وإندونيسيا وفيتنام وحتى الصين كما الولايات المتحدة أيضا بصفتها مستهلكا أكبر من كونها منتجا تعاني ارتفاع البنزين وتحفز المنتجين على زيادة الإمدادات.
    من ناحيته، قال لـ "الاقتصادية"، أندريه جروس مدير إدارة آسيا الوسطي في شركة "إم إم إي سي" الألمانية للطاقة، "إن وكالة الطاقة الدولية أطلقت نداءات متكررة تحذر فيها من خطورة تباطؤ الاستثمار في الطاقة التقليدية على الرغم من ارتفاع الطلب عليها وكونها المسيطر على مزيج الطاقة في العالم".
    وأشار إلى أن منظمة "أوبك" تعمل وفق شراكة فعالة مع وكالة الطاقة التي تمثل دول الاستهلاك وتستجيب وتتفاعل مع دعوات تهدئة الأسعار من أجل الوصول إلى توازن حقيقي ومستدام بين العرض والطلب.
    وذكر أن "أوبك" على الرغم من دورها القيادي والمحرك للسوق إلا أنها تؤكد دوما على المسؤولية المشتركة لكل أطراف الصناعة وكما نجحت في إجراء خفض جماعي للإنتاج على مدار 18 شهرا تقود حاليا تحركا مماثلا لزيادة الإنتاج بشكل تدريجي وبما يلبي احتياجات السوق دون السقوط في فخ تخمة المعروض مرة أخرى.
    وفيما يخص الأسعار، تباينت أسعار النفط أمس، حيث تعافي خام برنت من الخسائر التي مني بها في وقت سابق في الوقت الذي انقسم فيه المتعاملون في السوق في مخاوفهم بين تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران والعلامات التي تشير إلى وفرة المعروض.
    وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت ستة سنتات إلى 73.12 دولار للبرميل بحلول الساعة 0706 بتوقيت جرينتش، بعد أن انخفض سنتا واحدا عند التسوية يوم الإثنين.
    وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ثلاثة سنتات إلى 67.86 دولار للبرميل معوضا الخسائر التي مني بها في وقت سابق. وانخفض العقد 37 سنتا في اليوم السابق.
    وفي جلسة أمس الأول، ارتفعت السوق بعدما حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من عواقب وخيمة على إيران إذا هددت الولايات المتحدة.
    وتتعرض طهران لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة في الوقت الذي تحث فيه إدارة ترمب الدول على وقف جميع وارداتها من النفط الإيراني اعتبارا من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
    وتزيد السعودية ومنتجون كبار إمداداتهم لتبديد أثر الخسائر المرجح أن تحدث مع اقتراب انتهاء المهلة الأمريكية قبل فرض عقوبات على طهران في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
    وفي غضون ذلك، قال تجار "إن مخزونات الخام الأمريكية في مركز التسليم في كاشينج في ولاية أوكلاهوما زادت في أربعة أيام حتى الجمعة" وفقا لشركة جينسكيب المتخصصة في توفير المعلومات.
    وعلى أساس أسبوعي، كان من المتوقع أن تنخفض المخزونات في المركز للأسبوع العاشر على التوالي وفقا لما ذكره تجار.
    وفقد النفط الخام الأمريكي عند تسوية أمس الأول، نسبة 0.5 في المائة، في ثاني خسارة خلال ثلاثة أيام، وانخفضت عقود برنت بنسبة 0.1 في المائة.
    وعلى مدار الأسبوع الماضي فقدت أسعار النفط متوسط 3.5 في المائة، في ثالث خسارة أسبوعية على التوالي، مع تجدد المخاوف بشأن تخمة المعروض في الولايات المتحدة.
    ووفقا لمسح أجرته وكالة بلومبيرج، فإنه من المتوقع انخفاض مخزونات الخام التجارية في الولايات المتحدة بنحو 3.1 مليون برميل للأسبوع المنتهي 20 تموز (يوليو) الجاري، إضافة إلى انخفاض مخزونات مركز التخزين في كوشينج في ولاية أوكلاهوما بمقدار 900 ألف برميل.
    وتواصل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الضغط على إيران، والتهديد بمزيد من العقوبات الاقتصادية في حال عدم التخلي عن برنامجها النووي، ومن المقرر أن تدخل العقوبات الأمريكية الأخيرة على إمدادات النفط الإيراني حيز التنفيذ الفعلي في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
    ولمواجهة النقص المحتمل في إمدادات إيران رفعت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوب" بالاشتراك مع روسيا مستويات الإنتاج بداية من تموز (يوليو) الجاري بنحو مليون برميل يوميا.
    وأنهي وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية اجتماع مجموعة العشرين الاقتصادية في بوينس آيرس خلال عطلة نهاية الأسبوع، داعين إلى مزيد من الحوار بين القوى الاقتصادية لمنع التوترات التجارية والسياسية التي تضر بالنمو الاقتصادي.
    وقالت المجموعة "إن نمو الاقتصاد العالمي لا يزال قويا والبطالة عند أدنى مستوياتها في أكثر من عشر سنوات، ومع ذلك قل النمو في الآونة الأخيرة مع زيادة المخاطر السلبية على المديين القصير والمتوسط".
    ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 71.85 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 71.57 دولار للبرميل في اليوم السابق.
    وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 15 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث ارتفاع له على التوالي، كما أن السلة خسرت نحو دولار واحد مقارنة بنفس اليوم من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 72.15 دولار للبرميل".

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية